برشيد نيوز: بقلم طهير الجيلالي
بلغ عدد سكان لحباشة 2451 نسمة، في مستهل القرن الماضي، من مجموع سكان أولاد حريز البالغ عددهم آنذاك 25 ألف نسمة؛ وكانوا موزعين على 13 دوار، بأسمائهم التالية: قبالة، التشايش، أولاد الشاوي، أولاد أحمد بن علي، لكرارمة، الزوارة، السلاهمة، الرحيحات، شباكة، أولاد الغالي، لجرارمة، اجدد، أولاد سعيد آمحمد.
1الزوارة: قدموا من افريقية (ليبيا)، حيث لا تزال هناك مدينة اسمها " الزوارة"، موجودة على شاطئ البحر المتوسط، سكانها يتكلمون اللغة الأمازيغية. وقد هاجرت فروع من الزوارة إلى تونس واستقروا بجربة؛ ووصل آخرون الجزائر واستقروا بمنطقة لقبائل (مستغانم) بالجيل الذي يحمل اسم "جبل الزوارة"؛ والدين جاؤوا منهم إلى المغرب انتشروا بمنطقتي تادلة وزرهون، حيث قاموا ببيع المولى إدريس الأرض المملوكة لهم، فبنى عليها مدينة فاس.
2قبالة: موطنهم الأصلي زمور الشلح بالأطلس المتوسط. استوطنوا منطقة الخميسات قادمين إليها من تافيلالت، أي من الصحراء، هروبا من المجاعة.
وكلمة "قبالة" مشتقة من "قبلي"؛ وتعني رجل الجنوب، والضراوي، والعبد ، والخاضع للضريبة . وتعني أيضا: " المبعد" و" المستوطن المكان قبل قدومي إليه". وفي جميع الأحوال فإن "قبالة" هم السكان الأمازيع المستقرين المتهنين الفلاحة والصناعات اليدوية، لم يستطيعوا الاحتفاظ باستقلالهم، في مواجهة العرب الرحل الدين فرضوا عليهم الضرائب، وأسموهم "قبالة". كما دكرنا بالنسبة للزناكة، يوجد قبالة السود وقبالة البيض (أيمالن). ومنهم بابا يشو القبلي، عامل مولاي اسماعيل على زمور الشلح وابنه علي بن يشو وذريتهم. لعب هؤلاء دورا رياديا لدى الملوك العلويين، حتى أفل نجمهم في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله، الذي قام بتهجير قبالة المشاغبين من الأطلس المتوسط إلى ناحية الغرب.
3الزناكة: إزناكن باللغة الأمازيغية، ويسمون في شمال المغرب بصنهاجة مع إضافة كلمة أحرار ( صنهاجة الأحرار). جاؤوا من حوض السنيغال، الذي كان يحمل اسم نهر زناكة قبل تسميته نهر السينغال، من طرف الاستكشافيين الفرنسيين. في الحوض الشمالي لنهر السنغال، كان يسكن زناكة البيض، وفي الحوض الجنوبي كان يسكن زناكة السود. ثم تعرض زناكة البيض للتنكيل والطرد من طرف العرب الحسانيين (بني معقيل) الدين زحفوا على المنطقة، قادمين إليها من صحراء الجزائر، خلال القرن الحادي عشر ميلادي. وعلى غرار لفظ " قبالة"، أصبح لفظ "زناكة" يعني العبد، والخاضع للضريبة، جراء فرض الضريبة على حامليه من طرف عرب بني معقيل. و للتخلص من هيمنة هؤلاء الحسانيين، انتقل زناكة للانتشار بتادلة والأطلس الصغير وعلى ضفاف أم الربيع، إلى أن جاء الأدارسة، فدانوا لهم بالولاء.
اختفى اسم "لحباشة" من الوثائق الإدارية منذ اعتماد نظام الدوائر الانتخابية بالمغرب سنة 1959، وحل مكانه اسم "جقمة". وهو اسم شركة فلاحية فرنسية كبرى، أعطت المنطقة شهرة مهمة، بعد تأسيسها في بداية العشرينيات من القرن الماضي. ويبدو أن هذا الاسم الإفرنجي فرض نفسه على التسمية العربية القديمة، علما بأن حرف الجيم وحرف القاف، الواردان في كلمة " جقمة" لا يجتمعان أبدا في اللغة العربية. لكننا عثرنا على اسم " جقمة" يطلقه عرب اليمن على أفراسهم. وفي السجلات العقارية ببرشيد عثرنا أيضا على اسم " أرض جقمة" يطلق على قطعة أرضية بأولاد الصباح، دار القائد ولد الفرجية، قبل إحداث الشركة المذكورة؛ وقد تم استبداله في التحفيظ العقاري باسم " بلادات محمد بن الشيخ بوشعيب"، في مطلع سنة 1925.
من رجالات لحباشة ودروعها في مرحلة الستينيات من القرن الماضي: الحاج محمد بن إسماعيل قائدي، الحاج محمد الكتاني، الحاج محمد بن صالح الكياف، الحاج محمد لبزيوي، بوشعيب بلعربي القبلي، ادريس نيا، الحاج المعطي بن علال، إدريس بن السي بوعزة، السي خليفة بن الحاج عيسى، إدريس بن عبد القادر، بوشعيب بن ربيعة، لوطار الهاشمي، لحديي العربي، الحاج العربي ولد السالمية، رزقي علي، البهلول بن حمادي، الجيلالي بلمصطفى عزمي، الشيخ الحاج المصطفى بنقدور، الخ.