بقلم : طهير الجيلالي
كانت الرياضة المفضلة بمدينة برشيد هي كرة القدم، وكان نادي اسمه الكاب، تأسس في منتصف العشرينات من القرن الماضي.
وحسب الروايات التي استقيناها من اللاعب الدولي المرحوم محمد بالحطاب، والأخ عبد الكبير الكوشي، والمرحوم لحسن ولد لمزوقة، قيد حياته، فإن آخر رئيس للكاب كان هو جمال الدين خليفة، وبعد الاستقلال فكر المرحوم عمر كريك في تأسيس فريق بديل، وكان الرجل يشتغل وقتها في القاعدة العسكرية الأمريكية للنواصر، فامتطى دراجته النارية صحبة المصطفى الراضي، وذهبا إلى الدار البيضاء، حيث اقتنيا بذلة رياضية للفريق.
ويقال بأن اجتماعات الفريق كانت تتم على يد المرحوم عبد القادر العثماني، في دار والده المرحوم الشيخ أحمد بن الجيلالي بالقيسارية.
وقد بدأ الفريق يخوض مقابلات حبية أولية، دشنها بلقاءات كروية مع فريق بن أحمد ثم النهضة السطاتية،.
ولم يمض وقت طويل على ذلك، حتى انضم إليه لاعبو الكاب، وعلى رأسهم المرحوم محمد العماري، الذي كان سبق وأن وقع للكاب. حينئذ وجد المرحوم جمال الدين خليفة نفسه في موقع لا يحسد عليه، وقد هجره اللاعبون. فنظر ذات اليمين وذات الشمال، والحكم ينتظر دخول اللاعبين إلى الميدان، ورأى اللاعب الحديد واقفا، فقال لمن حوله: ” أعطوه صباطا وخليوه يدخل يلعب”.
ثم بعد ذلك وقع الإدماج بين الكاب واليوسفية وخرج فريق يوسفية برشيد إلى الوجود.
ومن الطرائف المتداولة أن المرحوم بكار بعد مغادرته ليوسفية برشيد، أخد في وقت من الأوقات يحرس مرمى الكوكب البيضاوي.
وفي إحدى المباريات التي جمعت هذا الفريق بيوسفية برشيد، تخالف عليه المرحوم محمد العماري والمرحوم بوعزة إيماني، وأمطرا شباكه بالإصابات، فتارث ثائرته ونصل قميص حراسة المرمى، ثم دخل إلى الرقعة يقذف الكرة مع اللاعبين ومن النوادر عن يوسفية برشيد أنه تسبب في مغادرة الفريق الصويري للقسم الوطني الثاني وإلى الأبد.
كانت مباراة حاسمة بالنسبة للفريق الصويري المهدد بالنزول، وكان فريق يوسفية برشيد يومها مشتت الأطراف، ولا ينوي السفر إلى الصويرة، ولكن رئيس الدائرة علي زلماط استدعى 12 لاعبا إلى مكتبه، مضاف إليهم الحطاب الذي كان يلعب للنهضة السطاتية، وعهد إليه بتأطير المجموعة.
كما وضع رهن إشارتهم ثلاثة من سيارات الأجرة لنقلهم إلى الصويرة، وحجز لهم وجبة الغذاء في أحد المطاعم هناك. خرج اللاعبون من برشيد في الساعة السابعة صباحا، ووصلوا مدينة الصويرة تمام الساعة الثانية بعد الزوال، ودخلوا إلى الملعب مباشرة، وفازوا بخمس إصابات إلا صفر.
وفي الدقائق الأخيرة، صفر الحكم ضربة جزاء لصالح الصويرة، واقترح البعض التساهل وترك الفريق الخصم يسجل إصابة الشرف، ولكن المرحوم حسن بلمحفوظ أقسم على العكس، وارتدى قميص حارس المرمى وتصدى للكرة، فضربه الصويريون وتحول الملعب إلى حلبة للملاكمة.
ونزلت الصويرة ولم تصعد إلى القسم الثاني منذ ذلك التاريخ، كانت تلك يوسفية برشيد، وطرائفها كثيرة، فمن يذكر المرحوم "عمر كريك" الذي توفي في حادث مأساوي بغابة المعمورة، وهو يشتعل في صفوف القوات المساعدة؟
ومن يذكر المرحوم قربال، الذي وافته المنية بعد اصطدام مع أحد اللاعبين في مباراة ضد سريع وادي زم؟
الصورة تجمع المرحوم جمال الدين خليفة وباشا برشيد مولاي الطاهر العلوي.