برشيد نيوز:
"علم النفس له لغته وتحاليله، وللفنان تصوره الخاص للعملية الإبداعية وفهمه لإشكالية التعبير.
ما رأيته في برشيد كاف لأن يصاب المرء بالصدمة والرجة. فهؤلاء المرضى- المنسيون و المهمشون، البعيدون عن رؤية العالم الخارجي، القابعون في أجنحتهم وفضائهم المطلق، حيث يسيطر الهذيان والنسيان، يشبهوننا جميعا إلا من حيث تنعدم الذاكرة ويغيب العقل. فهل يجب نسيانهم ؟ لا يتعلق الأمر هنا بالحمق البسيط والمركب، بل يتعلق بوضعية إنسانية مهملة متروكة لزمنها الخاص وحالتها الغريبة.
ذلك أن تجربة المرضى، في التعبير الكتابي والتعبير الجسدي (رقص ورسم) تكشف، فعلا، عن الذاكرة الشعبية المنسية التي آن الأوان لفهمها:
أناس فعلا مرضى يبتسمون ويضحكون، يلتقون ويفترقون، يحيون الزوار ويطلبون السجائر بإلحاح، يجلسون إلينا ويتحدثون عن همومهم بلغة سريالية، فأين نضع إبداعاتهم ؟ ما رأيته في برشيد يؤلم جدا:
مرضى هائمون على وجوههم مثل بطل بازوليني في شريط " تيوربما " حيث يتعرى ذلك البرجوازي الإيطالي في الساحة ويهيم على وجهه.
هل رأيتم " طار فوق عش الكوكو" ؟ إنه في برشيد.
لكن ضمن شروط اجتماعية أسوأ" "برشيد، الذاكرة المنسية"، مقالة بجريدة " المحرر" بتاريخ 28 ماي 1981 ، إدريس الخوري .
لاعبي فريق المستشفى الأمراض العقلية والعصبية ببرشيد ويبدو المرحوم السي مصطفى الدرنوني بالمامون رحمه الله .
عن متحف برشيد